الجمعة، 11 نوفمبر 2011

مقالات



الناس عندى صنفان


الناس عندى صنفان:
*فمنهم دنىء النفس صغيرها يرى نفسه خليقة بكل دنية فلا يستعظم عليها الخوض فى الدنايا . يوردها موارد الذلة والصغار ومن ثم يسهل عليه بل ويجترأ على محارم الله فهو لا يرى لنفسه رفعة عن تلك المحارم وقد يرى فى أشياء من حطام الدنيا سادة عليه فالمال سيده والجاه سيده والسلطان سيده وأصحاب هذه الأشياء سادته’ وهواه سيده.... ومن هذا النوع عبد الدينلر وعبد الدرهم وعبد الخميصة "... كما جاء فى حديثه الصحيح _صلى الله عليه وسلم_وبئس العبد هو’صار عبدا لغير مستحق
*ومنهم كبير النفس المتواضع مع عزة يستعظم على نفسه كل صغيرة ودنية فيربأ بها عن محارم الله ويراه الناس على هذا فيعظم عندهم فيزداد حرصه’ فهو السيد فى نفسه وقومه لا سيد عليه إلا من امتلك رقبته بحسن صنيع أو جميل نصح... يرى السيادة حق لمن أسدى إليه معروفاً ’ بل ويعتبره قد امتلك رقبته بمعروفه فمن تمام المروءة حفظ الجميل والاعتراف لصانعه . فقد يسَدى إليه النصح فيعتبره امتلاكاً لرقبته فيصبح ملك يمين تاصحه’ويؤمن بنصحه فيكون أحب الأشياء فى دنياه إليه ما يشاؤه . وبذا يسلم قلبه من الكبر فهو "بطر الحق وغمط الناس..." حديث صحيح
فنعم العبد هو. استطاع أن يؤمن بفضل البشرفأذعن وأعلن .... فما بالنا بفضل رب البشر. فهو أولى . وهو أقرب للإيمان به والإذعان له
أسامة بهادر









من مواطن العظمة فى لغة الضاد

همنى حال العربية حينما وجدت أهلها لا يعرفون قيمتها فكانت تلك الكلمات عن بعض ما امتازت به العربية عن غيرها من اللغات :

اللغة العربية إخوتى لغة الترادف فهى من أثرى اللغات بتلك المفردات التى نستطيع مجازا أن نسميها مترادفات وأقول مجازا لأنه لا يوجد بالعربية مفردتان متطابقتان تمام التطابق وهذه ميزة فهذه المفردات إما اسماء وصفات وكنى وألقاب لشىء واحد كالسيف والبتار والقاطع والمهندوالحسام.والصمصام..... .وأيضا مثل أسد وليث , سبع , قسورة , أسامة ,غضنفر,أشجع,شدقم, ضمضم.,أبو الحارث,بيهس,رئبال, وحيدر و حيدرة ...فقد جادت العربية بنحو من خمسمائة للأسد .لغة تستطيع أن تجود بهذا الكم من الأسماء والصفات والكنى لشىء واحد هو الأسد إنها لغنيه وثرية. وكما قلنا هى صفات وأسماء وُكنى وألقاب أو هى مفردات تعبر عن حالات ودرجات مختلفة لشىء واحد مثل حب وعشق وهيام ووله ووجد و تيه و... وأيضا مثل جنون وبله وعته وهزيان ....وهذا الترادف فى العربية يعطيها التميز والتفرد بين لغات العالم ويعطينا القدرة للتعبير بدقة عما نريد التعبير عنه فاللغة وسيلة الاتصال والتواصل بين البشر يعبر الإنسان من خلالها عما يريد أن يوصله للآخرين مما يدور بنفسه ومن ثم كانت العربية أقدر فى التعبير عن تلك الخلجات النفسية بل وبدقة وبرعت العربية منذ القدم فى التعبيربالشعر وفنون اللغة وآدابها وكان لها السبق عن غيرها فى هذا المجال بل وجعلت للشعر معارض وملتقيات وأسواق يتبارى فيها الشعراء وينتقدوا ويستحسنوا ويختاروا الجيد من تلك الأشعار يعلقونه فى أقدس الأماكن فى الكعبة المشرفة بل و كانوا يعدون من يلحن بالعربية ساقط المروأة ثم برعت فى فنوت النثرفى العصور التالية من رسائل ومقامة وتوقيعات ورواية وقصة وقصة قصيرة وخاطرة ومسرح ونصوص معدة للتمثيل . والعربية فى كل تلك المجالات كانت أقدر من غيرها فى التعبير وبدقة بل والإبداع بها فلم تعد اللغة وسيلة للتعبير عن احتياجاتنا الحياتيه بل صارت هدفا فى ذاتها وصارت الكلمة صناعة وفن مما حدا برجال اللغة لوصفها بأنها لغة شاعرة

العربية لغة الاشتقاق والاشتاق هو توليد كلمات من رحم أصل واحد فيكون الوليد مع دلالته على معنى جديد فيه الكثير من صفات المفردة الأم أو الأصل أنظروا معى إلى كلمة good,goodnss بالانجليزية لا نكاد نجد مشتقات منها غيرها أما العربية فنجد مادة (ج ي د)جَيَدَ هذه المادة يمكننا توليد مفردات منها لا حصر لها نقول:جاد يجيد أجد إجادة فهو جيد وهى جيدة وهما جيدان وهم جيدون وهن جيدات وهو مُجِيد ومجوِد وهى مجيدة ومجوِِدة وهما مجيدان وهم مجيدون وهن مجيدات ومنها جوّد تجويد واستجود واستجاد ومستجوِِد وللمفعولية مُجَاد ومستجوَدة ومُستجاد ومُجَود و ... وفى اللغات الأخرى كالانجليزية مثلا لا نكاد نلمح غير الاسم (النون)والمصدر( الاسم +ing (الجرند) والصفة (البرو نون) أما العربية فقد جادت علينا باسم الفاعل واسم المفعول واسم الفعل واسم الزمام والمكان واسم الهيأة واسم المرة واسم الألة بالاضافة للمصادر ميمية وغير ميمية

امتازت العربية أيضا بشىء لا تجده فى غيرها ألا وهو دلالة الحرف وأقصد بالحرف حروف المبانى لا حروف المعانى فالأخيرة كلنا يعرف أن لها دلالات ومعانى تستمدها من وضعها بجوار غيرها أما ما أعنيه فهو دلالات حروف المبانى وقد قرأت فى دراسة حديثة أن لو لاحظنا الحروف وتاملناها وحاولنا التعرف على الكلمات التى ترد فيها حروف بعينها لوجدنا أن للحروف دلالات لا نستطيع إغفالها فمثلا لو نظرنا الى حرف كالحاء نجده يدل على الحرارة ويكثر فى الكلمات الدالة عليها أنظروا للكلمات حرارة,حميم,حمى,حامى,حاميه ,حريف,حريق , حمم ,حنظل , ....وأنظروا أيضا إلى حرف الخاء تجدونه يأتى عادة فى أشياء وصفات غير محببة للنفس فمثلا خزى خزلان خلاعة خردة خَلِق خليع خرق أخرد( صمت ذلا)خضع ,خشع (وهى لا تحمد إلا لله) خبن ,خبل ,خلل , ُخبث خنوع , خسف,خرق ,خنق .... ومن ثم راح بعض علماء اللغة لتقسيم الحروف العربية الثمانى وعشرين حرف إلى حروف الظلمة وحروف أخرى نورانية ومن لطائف الإعجاز القرآنى الواجب الإشارة إليه ها هنا أن الحروف المقطعة الوارة بكتاب الله تعالى كلها من تلك الحروف النورانية .

اللغة العربية اخوتى لغة الإيجاز والاختصار لا التطويل فما تعبر عنه العربية بكلمة أوكلمات قليلة لا تعبر عنه غيرها إلا بالكثير من الكلمات نقول بالعربية : ذهبت للقاهرة بالقطار (ثلاث كلمات)وبالانجليزية حتى نعبر عن ذلك المعنى نقول :
I go to the cairo by the train (وهى ثمانى كلمات) والعربية تقول (صه)اسم فعل أمر بمعنى اسكت بالانجليزية نقول: shut your mouth أوclose. وتغنى العربى بالامثال التى تضرب فى مواقف لتغنى عن عبارات وجمل طويلة وقد جادت علينا اللغة العربية بأساليب إنشائية فيها من الجمال والإيجاز ما يجعلنا نعشق العربية . من تلك الأساليب : المدح والذم والإغراء والتحذير والإختصاص والشرط والقسم والتعجب والنداء التعجبى وقد أوتى المصطفى صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم ففى سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يشهد لعظمة اللغة العربية كما يشهد لعظمته وعظمة رسالته

اللغة العربية أعطت كل لغات العالم من مفرداتها ودعونا نشير ها هنا لبحث قرأته يلفت الأنظار إلى ذلك الأمر ويشير إلى مفردات بعينها فى لغات غير العربية ُُوجدت بالعربية أولا ويضرب لنا الكاتب الأمثلة على ذلك كلمات مثل sugar الكلمة الإنجليزية مأخوذة من كلمة سكر العربية وهى مادة تستخرج من نباتات كالقصب والبنجر وتستخدم فى عمل الحلويات وكلمة مثل malad الفرنسية وهى تعنى الشخص المريض عندنا بالعربية وهى أسبق وجودا بالعربية وكلمات مثل banana فهى إنجليزية مأخوذة من كلمة بنان العربية وهى أصابع اليد أو تحديدا أطراف أصابع اليد يقول تعالى "بلى قادرين على أن نسوى بنانه" والعربية أعطت كل لغات العالم قديمها وجديدها حتى قيل أن العبرية وهى من أقدم اللغات أخذت من العربية القديمه فكلمة (مو) تعنى الماء بالعبرية و(شى) تعنى الشجر فموسى بالعبرية (مو شى) لأنه وجد بين الماء والشجر وهناك كلمات أُخِذت من العربية ثم عادت إليها متغيرة قليلا لتدل على شىء آخر نحو كلمة (حبل ) أخذتها الإنجليزية فنطقتها (كبل )لأن صوت الحاء لا يوجد عندهم إنما يحولونه إلى حرف قريب المخرج منه ثم عادت إلينا الكلمة (كبل) لنطلقها على الأسلاك المستخدمة لتوصيل التيار الكهربى

وأخيرا إخوتى تمتاز العربية عن غيرها بل وتزهو وتتيه فخرا على كل اللغات بأن اختارها الله عز وجل وعاءا لمعانيه وتشريعاته فكان القرآن الكريم بلسان عربى مبين .القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع الإسلامى أو الأوحد حسب رأى من راحوا إلى أن المصادر الأخرى متفرعة عنه أو شارحة له أو قياسا عليه يكفينا إخوتى شرفا أن لغتنا جاء بها وحى السماء يحمل بها أصدق القول من رب العالمين قرآنا نستقى منه تشريعاتنا المنظمة لأمور ديننا ودنيانا ونتعبد به إلى يوم الدين فالحمد لله أن اختصنا وشرفنا بأن كنا أهل العربية وحامليها .






واتقوا الله


الأمة والحمد لله ذاخرة بالعلماء الأجلاء العالمين بدين الله وشرعة العارفين بمقاصد الشريعة البعيدين عن أبواق السلطة ليتخذوا مواقعهم فى القنوات الإعلامية الشريفة للتصدى لفئة أخرى باعت دينها بدنياها فضلت وأضلت .
سمعتُ حديثا لأحد المشايخ فى قناة فضائية تابعة لإحدى الدول العربية يتحدث عن الخوارج وخروجهم على سيدنا على ابن أبى طالب رضى الله عنه وعن مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه والمطالبة بالثأر له ووضع دمه فى عنق الخليفة علىّ وواقعة صفين وواقعة الجمل و قصة الفتنة الكبرى التى سفك فيها من دماء المسلمين الكثير وإلى هنا الحديث كان فى اتجاهه المنطقى المتفق مع العقل والشرع ثم وجدته ينحرف بالحديث ليربط بين الخلفاء الراشدين المهديين و بين حكامنا اليوم فى إشارة خفية إلى أنه يجب أن نوافقهم فى كل ما ذهبوا إليه ويعد الخروج عليهم مهما كان منهم نوعا من الكفر وكأن لسان حاله يقول : إن قال لكم حكامكم دعكم من شرع الله ولنستبدله بقوانين وضعية لنقل سمعا وطاعة وإن قاتلوا إخوانكم العراققين لمصلحة أمريكا نقول سمعا وطاعة وإن قالوا أغلقوا الحدود فى وجه إخوانكم الفلسطينيين وابنوا الجدار وحاصروهم مع الصهاينة والأمريكان نقول سمعا وطاعة وإن قالوا مساندة إخوانكم اللبنانيين فى حربهم مع إسرائيل معصية فعلينا السمع والطاعة وإن قالوا كلوا الربا فربا البنوك حلال نقول سمعا وطاعة وإن قالوا دعكم من النقاب والحجاب ودعوا نسائكم سوافرا بين الرجال لنقل سمعا وطاعة وإن قالوا نبيع بترولنا وغازنا لاسرائيل بأبخث الأثمان ليقاتلوننا به نقول سمعا وطاعة فهل هذا ما يريده ديننا منا ؟! عجبا لكم يا من تزعمون أنكم رجال دين . وأنتم ذيول سلطة ودولة
وللاسف فى كل العصور الإسلامية وجد ولاة السوء من باعوا دينهم بدنياهم وقبلوا أن يكونوا أبواقا للدعوة لأهل الظلم والتبرير لهم بل وإلصاق تهم الخروخ والكفر على من ثار على كل ظالم ورفض كل جور يا إخوتى كيف يطلب ديننا منا أن نقبل بتعطيل شرع الله بحجة ألا نخرج على من عطلوا شرعه واستبدلوه بشرع البشر بل وساروا فى ذيل أهل الكفر تابعين لهم وصاروا سيوفا مسلطة على رقاب إخوانهم المسلمين من أهل دينهم هل هؤلاء يجب طاعتهم؟ كيف يأتى رجل ممن زعموا أنهم رجال دين فيأمرنى بطاعة هذا الحاكم الراكن لأهل الظلم ؟ وها هو حبيبى الخليفة الراشد الصديق -رضى الله عنه- رفيق الهجرة السابق فى الإسلام المبشر بالجنة من لو وزن ايمانه بإيمان الأمة كلها لرجح إيمانه يقول حينما تولى الخلافة:" أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ". كيف يقول هذا الخليفة العادل ليكون سنة فى المسلمين يتعاملون به معه ومع من سيلى الأمر من بعده ويأتى الحكام الظلمة من بعده ممن أرتضوا بأن يكونوا ذيولا لأهل الكفر ويجدوا من يبررون لهم ظلمهم ويصفون الخارجين عليهم - ممن أبوا لأمتهم الذلة - بصفونهم مرة بأنهم خوارج ومرة بأنهم رافضة ومرة بأنهم يساريين ومرة بأنهم معارضة فإما أن يوافقونهم فى غيهم أو يكونون فى نظرهم كافرين
ثم ماذا تقولون فى قوله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الجهاد، كلمة عدل عند سلطان جائر)). وفى رواية أخرى أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر ".وها هم القابعون الجاسمون على صدورنا يمتدحون الخنوع والخضوع فينا ادمنوه حين اعتادوه مع الاعداء فأرادونا مثلهم خاضعين لهم ولعدونا أرادونا خانعين أذلاء وأبى الله إلا أن نكون أعزاء فلا نامت أعين الجبناء
يا أيها الراكنون لأعدائنا إنكم إن تركنوا إليهم فأنتم منهم حربنا وسيوفنا عليكم كما عليهم
ويا من تقولون أنكم رجال للدين اتقوا الله فيما تقولون
ورحم الله العديسى إذ يقول "

وطغمة من رجال الدين كاهنة .:. تبرر الظلم بالقرآن والسننِ
وتمدح الفقر فى درس وموعظة.:. وتأكل السحت فى سر وفى علنِ
أنا لا أكفر الله لكن لا أدين بما ।:. سنت شريعة هذا الكاهن الأفنِ
أسامة بهادر







المؤمن كيس فطن



يقول -صلى الله عليه وسلم -:"لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين"ويقول أيضاً"المؤمن كيسٌ فطن "تذكرت تلك الكلمات وقلت لنفسى إذن إيماننا فيه شك فأين هذه الكياسة والفطانة ونحن نعطى لقاتلنا ما يقتلنا به ,ومتى نتعلم من أخطاء الماضى وها نحن نلدغ من الجحر مرات ومرات ,الولايات المتحدة بعنفوانها وتقنياتها فى الحرب ومساندة العالم الظالم لها لم تستطع دخول العراق حتى فرقت بين أبنائه فاستعملت المعارضة العراقية لضرب النظام الشرعى وفى النهاية قضت على الجميع وأفرزت عملاء تابعين لها ومن قبل ضربت بالعراق أيران الشقيقة المسلمة ,وما أقدمت إسرائيل على فعلتها تلك حتى تيقنت من خصومة دبت بين الفصائل الفلسطينية لا يمكن معها الانضواء تحت رأى واحد أو راية موحدة,أين هذه الكياسة والفطانة ونحن العرب كالدمى فوق رقعة الشطرنج يحركنا العدو كيفما شاء. وما حدث لإخواننا فى فلسطين إن هو إلاصورة مكرورة معادة تشبه ما يحدث فى كثير من الأقطار العربية وهى التفريق وإنهاك قوى الفلسطينيين واستنفاد قواهم فيما بينهم فيكفون العدو الصهيونى الأمر وبأدنى مشقة يستطيع القضاء عليهم ..فيضرب حماس وفتح الواحدة بالأخرى ويظل متفرجا وفى اللحظة المناسبة ينقض ليقضى على الأسدين المنهكين وهو الخنزير الحقير وهذا ما نراه الآن.
والأمة العربية-إخوتى - منذ القديم مستهدفة ,وقد كان الاستعمار فى نهاية القرن التاسع عشر بدعوى الحماية للدول العربية ,وقسمت الدول الاستعمارية الوطن العربي فيما بينهاوظلت الشعوب العربية تقاوم الاستعمار وأمام هذه المقاومة لم يجد المستعمر سوى الخروج مخلفا وراءه عملاء وحدود سياسية اصطنعها وقضايا ونزاعات بين طرفين عرب ..فمشكلة الصحراء المغربية بين المغرب والجزائر ليست ببعيدة, ومشكلة حلايب وشلاتين بين مصر والسودان ,و مشكلات بين دولتين إحداهما عربية.. كمشكلة جزر حنيش بين اليمن وإريتريا,ومشكلة طمب بين الإمارات وإيران والهدف من ذلك دوام الفرقة والتنازع بل والحروب التى تستنزف الثروات وتنهك القوى ,فنكون الفريسة السهلة.وها نحن فى كل يوم نطالع على الساحة العربية نزاعات مدعومة من الخارج..دارفورالسودان.. المتمردون فى الصومال..محاولة تفتيت وحدة العراقيين سنةوشيعة..محاولةتفتيت وحدة الشعب اللبنانى وتزكية الخلافات المذهبية بين السنة و الشيعة مرة وبين الفرق المسيحية بعضها البعض مرة أخرى .وذلك بهدف إنهاك قوانافى خلافاتنا الداخلية فلا نكون قوة فى المنطقة يخشى منها بل وقد يحدث أن نتقوى بهم على إخواننا فتكون فرصتهم .
وما يحدث لإخواننا الفلسطينيين هو جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معانى ولكن هذه الجريمة نحن العرب شركاء فيها والفلسطينيون أنفسهم مع تعاطفنا معهم وتمزقنا ألما لما يصيبهم شريكٌ بنصيبه فقد استنفدوا كثيرا من قوتهم القليلة فى خلافاتهم الداخلية وكان العدو متربصا بهم تلك اللحظة...
اخوتى أبناء وطنى العربى لا سبيل إلا أن نستفيق ونسارع إلى إزالة أسباب الخلاف أو حتى طرحها جانبا الآن قبل أن تأتى الطامة الكبرى ..فكلنا مقبلون على نفس المصير, هكذا يقول السناريو الإستعمارى الصهيونى الأمريكى ونحن منساقون دون أدنى مقاومة لتنفيذه بدقة.

وللموضوع بقية....












نستطيع أن ننتصر

فى ذكرى انتصارنا فى العاشر من رمضان 1393هـ السادس من اكتوبر1973م

هذه كلمات كنت قد كتبتها فى رمضان ماضى ....

لقد أثار رمضان شهر الإنتصارات فى نفسى تلك الروح التى تتوق وتهفو وتشتاق لتلك العزة العربية الإسلامية فحاولت أن أتدبر الأمر مليا أبحث فى أسباب انتصاراتنا وأيضا أسباب إخفاقاتناوأخلص منها لقواعد اعتقدت أنها قد تفيدنا. فالأمم الواعية إخوتى تقف عند أيامها بالدراسة والتأمل والتدبر لجنى ثمار خوض التجربة فإن كانت التجربة موفقة وناجحة حافظت على نجاحها بالتعرف على أسباب ذلك النجاح فقد جعل الله لكل شىء سببا فإن كانت تلك الأسباب كانت النتائج وسنة الله فى خلقه ماضية لا تتغير.وإن كانت غير ذلك بحثناعن مواطن وأسباب الفشل فنتجنبها فيما يلى. ومن ذلك إخوتى انتصارنا فى العاشر من رمضان سنة1393هجرية السادس من أكتوبرتشرين أول( تاموز)سنة 1973ميلادية فقد تحقق فيها الكثير من أسباب النصر عدا بعض الأمور فدعونا نذكرها فى حينها .

أول تلك الأسباب إعداد القوة يقول تعالى : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60 فإعداد القوة كل القوة بكل أشكالها مطلوب حتى لو لم يكن ما يدعوا لاستخدامها فمجرد وجودها قد يمنع الإضطرار للحرب فلا سلامٌ عزيزٌ وسط هذا العالم الظالم بغير قوة تسانده وإلا كان استسلاما. ونلحظ أحبتى هنا أن كلمة قوة جاءت نكرة و النكرة كما تعرفنا العربية تدل على شىء غير معين ومن ثم عرفنا أن القوة مطلوبة بكل صورها قوة عسكرية وتكنولوجية وعلمية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية وعقدية دينية إيمانية . وقد رأيناه _صلى الله عليه وسلم _ مثلا حيا لطلب القوة بأسباب دنيانا وهو القادر أن يطلب من ربه أن يمطرهم حجارة من سجيل ولكن المصطفى أراد أن يسن السنة التى نسير عليها من بعده
و"ترهبون به" يشير إلى الهدف النفسى من القوة وهو إرهاب العدو أكثر من الرغبة فى قتله فإن أرهبته القوة فرجع قبل أن نقدر عليه كان. ومن ثم نجد الشريعة الإسلامية تبيح فى ميدان الحرب أشياء لا تبيحها فى غيرها كصبغ الأشيب شعره الأبيض وذلك حتى لا يبدو لعدوه كبير السن ضعيفا فيستهين بقوته وهذا ما يدرس فى العلوم العسكرية فى عصرنا تحت اسم الحرب النفسية فإن توهم عدوك أنك أقوى منه سهل عليك الانتصار عليه واقول توهم فما بالنا إن علم وراى شيئا حقيقيا وكلمة ما استطعتم إخوتى تفيد ألا نيأس من قلة إمكاناتنا أو عظم إمكانات العدو فالنصر أولا وأخيرا من الله يمنحه لمن أخذ بأسبابه المتاحة لدية ولم يقصر فى شىء منها انظروا إلى المسلمين فى غزوة بدر كانوا أقل من ثلث عدد الكافرين وما لديهم من عُدة الحرب القليل القليل بالنسبة لما يملكه أهل الكفر ومع ذلك كان النصر للمسلمين لأنهم أخذوا بالأسباب ونفذوا أوامر الله فأعدوا ما استطاعوا فكان على الله نصرهم ولا نقول لأنفسنا إسرائيل وراءها أمريكا وما نحن بالنسبة لأمريكا بل نقول لأنفسنا وما أمريكا بالنسبة لرب أمريكا وربنا الذى أطعناه فكان عليه نصرنا بذلك قال وهو أصدق القائلين وهذا ما رأيناه من المسلمين العرب أصحاب الدولة الناشئة من قبائل تعيش على الفطرة حينما أمنت بأن النصر من الله واجهت أكبر الحضارات المالكة لأكبر القوى العسكرية بوقتها الروم والفرس ذلك أنهم يحاربون بسيوف يؤيدها الله خالق تلك القوى والحضارات
وهذا السبب ( إعداد ما نستطيعه من قوة) يعد السبب الأساسى المتفرع عنه باقى الأسباب فمن إعداد القوة:

دراسة إمكانات العدو جيدا واتخاذ الوسائل المناسبة المضادة لها حتى لا نفاجىء بسلاح لم يكن فى الحسبان وبالفعل كانت دراسة جيدة فالعدو متحصن خلف ساتر ترابى وخط برليف الحصين إلى الشرق من قناة السويس وبالإضافة لذلك عمد العدو إلى وضع أنابيب فى مياه القناة تضخ غاز النابالم فإن شعروا بخطر تفتح فوهات تلك الأنابيب لتضخ غاز النبالم شديد الاشتعال فكيف نتغلب على هذا ؟!
كانت الضفادع البشرية والغوص تحت مياه القناة وسد فوهات تلك الأنابيب و اللجوء للمتخصصين والاستفادة من خبراتهم وبالفعل توصلوا لوسيلة لعمل فتحات فى الساتر الترابى عن طريق مضخات المياه فقد رأيناه صلى الله عليه وسلم يحتال على العدوبحفر الخندق ولنا فيه صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل

ومنها أيضا وحدة الصف العربى وتكاتفه مع دول الطوق (دول المواجهة) بل وتعاون الدول العربية بكل ما تستطيعه ومن ذلك استخدام الدول المنتجه والمصدرة للبترول سلاح البترول للضغط على الدول المساندة لإسرائيل للتخلى عنها مقابل ألا تحرم مما تحتاج إليه مما يلزمها من بترول ومن تلك الدول السعودية الشقيقة ودول الخليج العربى وأيضا من ذلك التعاون والتأييد العربى إحكام سيطرة الدول العربية المشرفة على المضايق لمنع وصول السلاح للعدو الصهيونى فكان إغلاق باب المندب فى وجه المدد لإسرائيل وأيضا من ذلك الحرب النفسية التى شنتها الإذاعات العربية على العدو الصهيونى من أناشيد حماسية أشعرت العدو الصهيونى أنه فى مواجهة العرب جميعا فلا يغرنه وقوف الولايات المتحدة بجواره ليتنا نظل فى رباط دائم ونحارب كل دعوة للفتنة والفرقة تحاول فت عضدنا والنيل من وحدتنا
وقد أشار الفيلسوف المؤرخ ويل ديوراند فى سِفره العظيم قصة الحضارة الذى أشار فيه إلى أسباب انهيار الحضارات فأشار إلى أن أهم تلك الأسباب ظهور الخلاف بين الأفراد واتساعها لتشمل الجماعات ثم ثقع الفتن والحروب ويكون انهيار الحضارة بصورة أسرع مما كان وقت بناءها كلماته هذه ذكرتنى ما كان فى نهاية العصر العباسى الثانى وهو ما اصطلح على تسميته بعصر الدويلات . فبعدأن كان هارون الرشيد ينظر إلى الغيمة يخاطبها متفاخرا باتساع دولته فيقول اذهبى فحيثما تذهبين يأتينى خراجك .أو عصر ملوك الطوائف بالأندلس حيث استقل كل أمير بإمارتة بعد ضعف الدولة الأموية هناك وبعدأن كانت تجبى الأموال للدولة المسلمة القوية منهم صار هؤلاء الملوك يدفعون الجزية للملك ألفونسو ويتقوون به على إخوانهم وكانت نهاية الخلافة الإسلامية بالأندلس (أسبانيا حالياً) بعد حكم المسلمين لها لنحوثمانى مئة سنة. دولتان فالعباسية امتدت من المحيط الأطلنطى غرباً إلى خراسان (أفغانستان حاليا) شرقا والأموية بالأندلس الخلافات والأهواء والنزاعات حولتهما إلى دويلات متناحرة مستضعفة تستهلك قوتها القليلة فيما بينها من خلافات أعاذنا الله أن يكون حالنا الأن مثل هذا

ومنها أيضا تحديد العدو وحصر العداوات فلا نفتح جبهات متعددة فى وقت واحد فالمؤمن كيس فطن وقد رأينا العدو الصهيونى حينما واجه حربا من أكثر من جهة فى وقت واحد ارتبك وتشتت قواه فقد كان التنسيق بين دول الطوق(دول المواجهة) مصر وسوريا ولبنان والأردن, وفلسطين على أن يكون التحرك فى وقت واحد وقد كان.
ومرتبط بهذا تحديد الأصدقاء من الدول المجاورة وغير المجاورة واستثمار تلك الصداقات بل ولا مانع من عقد اتفاقات التعاون ولا يشترط أن تكون دولا على مذهبنا ولا حتى على ديننا شريطة ألا نعينهم عى ظلم فالرسول يوم الهجرة استعان بدليل غير مسلم انظروا لعدونا قد اتخذ دولا صديقة تعينه علي تنفيذ مخططاته و هو يعلم أن مصالحه وأطماعه فى المستقبل ستصطدم بها ومع ذلك يصادقهم حتى يحقق أهدافه ثم لا مانع من أن ينقلب عليهم أما ديننا الذى لا ينهانا عن الذين لم يقاتلونا فى الدين ولم يخرجوننا من ديارنا أن نبرهم ونقسط إليهم يأمرنا بألا نغدر وأن نحفظ المعروف لصانعه وهذا هو الفرق بين صداقاتنا وصداقات عدونا.

ومنها أيضا الاستفادة من الماضى والدراسة المتدبرة للماضى وبالفعل كانت الاستفادة مما فعله العدو فى يونيو سنة 1967 م حينما ضرب طيراننا على الأرض فشّل حركتنا وأمن على قواته فتقدمت على الأرض المصرية محمية بغطاء جوى إسرائيلى ومن ثم كانت البداية بضربة جوية خاطفة مفاجئة لطائرات العدو على الأرض شلت حركة العدو وجعلتنا نتحركة على الأرض بشىء من الثقة لولا ذلك المدد الأمريكى من الطائرات (الجسر الجوى) مما ساعد فى وجود ثغرة الدفرسوار وتطويق الجيش الثالث الميدانى المصرى

ومنها السّرية التامة والكتمان فقد علمنا صلى الله عليه وسلم أن السرية التى تضمن عنصر المفاجئة من أهم أسباب الإنتصار فى الحروب( أسرع الخطى تسبق الأخبار) ومما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان أحيانا يقصد وجهة غير التى يريدها ليوهم بأنه لا يقصد تلك الوجهة فيأمن العدو المقصود فلا يأخذ حذره .كما كان فى بعض غزواته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وقد كان .فقد عمدت القيادة للتعتيم التام على موعد ساعة الصفر فقدعمدت أكثر من مرة لتسريب أخبار تفيد بأن القيادة تنوى الحرب فيأخذ العدو استعداده ثم يكتشف بعد ذلك أنه لا حرب وتكرر هذا حتى ثبت لديه أن القيادة المصرية لا تنوى الحرب عندها كانت الحرب . بل وأكثر من هذا فقد عمدت لإيهام العدو بعدم الاستعداد لحرب فنشرت الصحف الرسمية أخبار خروج مجموعات كبيرة من الجنود لأداء العمرة وأيضا عمدت لتسريب الأخبار عن نزول أعداد كبيرة لذويهم وأهليهم وكانت قد أخفت أخبارا بقطع تلك الراحات واستدعاء هؤلاءالجنود بل وأكثر من هذا فقددعت الجنود لإظهارالاسترخاء وعدم الاستعداد للحرب فظهر الجنودالمصريين على الضفة الأخرى للقناة يلعبون ويغسلون ملابسهم


ومنها اختيار الوقت المناسب فقد ُوفّقت القيادة فى وقتها لاختيار ساعة الصفر وهو يوم العاشر من رمضان سنة 1393الموافق السادس من أكتوبر سنة1973 وهو عيد الغفران الإسرائيلى الذى يحتفل به كل عشر سنوات عندهم وفيه تعطل المصالح ويسرح الجيش فيشربون ويعربدون ويكونون فى غير استعداد للحرب.و اختيار الساعة الثانية ظهرا وهى على غير المألوف فى عرف الحروب فالحروب تكون عادة مع أول ضوء أو آخر ضوء من النهارمما كان فيه المفاجأة للعدو وأيضا فى هذا الوقت (ما بعد وقت الزوال بقليل )تكون الشمس قد مالت نحو الغرب فتكون فى مواجهة العدو فتعيق الرؤية لديهم.إيماننا أحبتى علمنا ألا ندع شيئا للمصادفة بل نعد لكل شىء عُدته فالمؤمن كيس فطن.وقد حثنا ديننا أن نكون فى رباط واستعداد دائم لملاقات العدو فلا نعطيه الفرصة لينال منا وقد كان العربى هكذا مستعدا دائما للغارة التى قد يتعرض لها فى أى وقت. فرسه وسيفه وخيمته فلم يستقر فى مدن فيستمرأ الظلال ويعيش الترف فترق نفسه فى طلب العدو ويصيبه الوهن من جرا حبه للدنيا وتعلقه بهاحتى وإن ملك أسباب الترف تكون الدنيا فى يده لافى قلبه فلايتعلق قلبه بتلك الدنيا وما فيها ويسهل عليه تركهافى سبيل ماهو مؤمن به. وقد تنبه الغرب لأهمية تنشأة الأبناء تلك التنشئة الخشنة فى تقوية الشخصية وتعويدها على الصبر وتحمل الصعاب وهو ما نحتاجه فى الحروب بل وفى الحياة فعمد لإكساب تلك الخبرات للأبناء ولو بمواقف مصطنعة.

أن نستعد لعدونا بطاعتنا لله أنظروا الى غزوة أحد ما كان للمسلمين أن ينتصروا وهم على معصية ومخالفة لأوامره صلى الله عليه وسلم فانتصار القوم وهم على معصية معناه انتصارٌ للمعصية نفسها وهذا لا يكون . وقوله تعالى:" عدو الله وعدوكم "ها هنا الواو افادت المعية فالذى يعادى من هم على دين الله وطاعته ليس بعدو لهم وحدهم بل عدوا لله لمعاداته لاهل طاعته فليثق أهل الطاعة أن الله معهم فى حربهم مع عدوهم فلنكن أهل طاعته ليكون الله معنا

تقوية الجانب الإيمانى عامة وبأن النصر بيد الله خاصة وعدم الاغترار بما أخذنا من أسباب النصر فكما أسلفا النصر من الله الذى أطعناه بأسبابه فحقا عليه نصرنا لا بتلك الأسباب نفسها أنظروا إلى غزوة حنين {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25 فحينما اغتر المسلمون بعددهم ونسو أن النصر ليس بالعَدَد والعُدَد حتى إنهم ليقولون لن نغلب اليوم من قلة فكان الدرس بأن ضاقت عليهم الأرض بما رَحُبت فى أول المعركة لتعيدهم إلى رشدهم وايمانهم بأن النصر من الله
فحينما بدأت تباشير النصر تلوح فى الأفق وتقدم الجيش المصرى على أرض سيناء بدأ ت النفوس توسوس لأصحابها فقالوا هذا انتصار حضارى ونسوا قليلا واهب النصر فكانت الثُغرة لتعيدهم لرشدهم لينسبوا الفضل لأهله والنصر لصاحبه .
طلب خالد بن الوليد من عمر بن الخطاب مدداً بألف رجل , فأرسل له الخليفة بن الخطاب-رضى الله عنه-رجلاً اسمه القعقاع ومعه رسالة تقول : أرسلنا لكم القعقاع والقعقاع بألف رجل... وانتصر المسلمون في تلك المعركة (معركة اليرموك) ترى بماذا استحق هذا الرجل أن يكون بألف رجل لبنية وقوة جسمية ألمهارة فى القتال أم لإيمان سكن القلب فانفعلت الجوارح معه فهان عليها الموت فى سبيل ما تؤمن به فصبرت وصابرت ورابطت.
وبِحِسبةٍ بسيطة فإن المؤمن فى مواجهة الكافر فى ميدان المعركة يعنى الانتصار للمؤمن دون جدال لأن المؤمن يقاتل وهو معتقد بدار أخرى سيفوز بالجنة فيها وحياة موصولة بحياته الدنيا إن هو استشهد فهو لا يتراجع بل يستميت فى القتال للنهايه ليفوز بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة أما الكافر فيقاتل ليحقق مكاسب فى الدنيا لأنه لا يؤمن بغيرها يقاتل للحصول على مال أو جاه أو سلطان أو أرض فإن وجد أن الأمر سيصل إلى أن يفقد هذه الحياة التى من خلالها يستمتع بتلك المكاسب تراجع وضعف فحين أمرنا الله بالثبات فى ميدان المعركة وعّد الفرار من ميدان المعركة من الكبائر لا لأن نموت بل بالعكس لتوهب لنا الحياة العزيزة حينما نصمد للنهاية فيتراجع الكافر حين يرى نهايته بأيدينا أراد الله لنا حياة عزيزة وأبينا إلا أن نعيش أذلاء فلا نامت أعين الجبناء

وأخيرا أقول لكم يا شباب الأمة العربية الإسلامية اقرؤوا تاريخكم وتاريخ عدوكم واعوا ما فيه وخذوا منه. فسنة الله ماضية فى خلقه لا تتغير
يا شباب الأمة العربية الإسلامية أنتم قوتها وعتادها فأعدوا العدة لأعدائكم وخذوا بأسباب النصر فلا شىء بلا سبب ولا نتائج بلا عمل احرصوا على ما ينفعكم فينفع أمتكم واستعينوا بالله ولا تعجزوا واعلموا أن الأرض كلها لو اجتمعت عليكم لم تستطع أن تضركم إن أراد الله غير ذلك أعدوا لعدوكم كل ما استطعتم و لا تستعظموا قوته على قدرة الله
وأقول لكن يا نساء الأمة العربية أنتن الحرائر اللائى أعزتكن العروبة فأقامت الحروب وجيشت الجيوش غيرة على امرأة ودفاعا عن كرامتها ثم جاء الإسلام فزادكن عزا على عزكن فلا يشغلكن غير عزة تلك الأمة أرضعن أولادكن العزة والشموخ العربى الذى تقنا إليه واعملن جاهدات على أن يخرج من حجوركن ابن خطاب آخر ...وخالد بن الوليد ...وصلاح الدين

تقنا للعزة يا الله ... اللهم يا من تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير

إخوتى إن مررتم من هنا ولم تجدونى فلا تقولوا مات حلمه معه فأنتم الحلم إخوتى وأنتم الأمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق